الرد المبين على المتطرفين من المؤمنين والملحدين
خطيئة الغرور اللي ارتكبها ابليس كانت نتيجة لتحليل علمي عقلي ومنطقي اوصله لنتيجة ان النار أفضل خلقاً من الطين..وبالتبعية لايصح سجوده لادم الذي أمره به الله على اساس من الرضوخ والطاعة والايمان بحكمة الخالق الآمر..واعتقد شخصيا ان معصية ابليس مركبة من عدة عناصر كالغرور والتمرد..ولكن أهم عنصر والذي قاد لما سبق من غرور وتمرد على القادر هو إعمال العقل وهو وعاء العلم في مواضع عمل القلب والروح وهما أوعية الايمان..فكما لا يُعقل أن تقيم الصلوات لكي تحيط بمنهج اللوغاريثمات والتفاضل والتكامل في المدرسة ..أيضا لا نستغرب من الحاد بعض المثقفين و علماء الطبيعة لاتباعهم خطوات الشيطان العقلية التحليلية فيما يتعلق بموضوع الايمان بالله..واشفق على الملحدين لانكارهم وجود الروح فإذا بهم يغلقون كل الطرق لادراك وجود الله الذي لا يدركونه بعقولهم المعقدة..فهم كمن يريد حمل الماء في كيس ورقي..او تخزين الضوء في صندوق خشبي..العقل محدد بعظام الجمجمة وبما يحتويه من علوم وبما اودعه الله فيه من قدرات الاستيعاب والتحليل والانتاج..
أما الروح وهي مناط الايمان فانها تستعصي على الاستيعاب ولايمكن التحكم في امتدادها..ولها رياضات خاصة كالرياضات الجسدية والعقلية يقوم بها بعض المتدينين والمتصوفة ليزيدوا بها الروح قوة وامتدادا حتى تصل لاعتاب الحضرة الالهية فترى ارواحهم من عجائب القدرة واشراقات الجلالة مالا يستوعبه عقل ولا يصفه لسان.. وان هذه الاشراقات الالهية المتنزلة على ارواحهم لهم تصل احيانا الى درجة من القوة والوضوح والتركز تصيب بعضا منهم بالذهان فلا يعود العقل مستسيغا لما صار بديهيا من احوال الطبيعة وامور البشر وتصل بهم ايضا الى حالة من الضعف الجسدي بعد ان تفقد اجسادهم التوق للملذات الحسية كالطعام والجنس..ويصبح الالحاد بمثابة مزحة ثقيلة الظل لهؤلاء الروحانيين ..أيضا كما يتعامل الملحد مع الايمان كتعامل الاباء مع الاصدقاء الخياليين لاطفالهم..فعند فقد الروح يفقد الملاحدة المثقفين اداة استيعاب وجود الخالق ولكن تصبح عقولهم اقوى واوسع استيعابا فيما يتعلق بعلوم الطبيعة والموجودات المادية فكلما تمادى العقل في ادراك اسرار الطبيعة زاد الملحد ابتعادا عن الخالق وزاد المؤمن ايمانا..الايمان مفهوم راقٍ لا تحدده افكار او اداب ولايقيسه علم..الايمان اريج يفوح من اعمال المؤمن له شدّة و رِقّة ..فرجل من رقّة ايمانه لا يقوى على ازاحة عثرة و رجل له قوة ايمان تُخضع أمة.. فالروح للعقل كالقضبان للقطار فتكون المنفعة الاعظم للانسانية في دمج كلاهما في عمل واحد..وكلمة موجهة للمتعصبين لا تكره وتعزل الملحد فقد حُكم على الشيطان بالعذاب والجحيم الابدي بالرغم من أنه رأى الله وخاطبه فيكون من المنطقي ان نقول بأن "الشيطان نفسه مؤمن" ولكنه دخل النار..وهو حكم قطعي ومنتهي و عقاب مبرر..يتبقى لنا الملحد الذي لم تتوفر له فرصة لقاء الخالق حتى يؤمن به..فتوفر له عذر منطقي يدفعنا لتأجيل الحكم عليه حتى انعقاد المحكمة الالهية..فكما قام المتعصبون بتكفير المتصوفة في بحثهم الروحي عن الله..كفروا بعض المثقفين والعلماء في بحثهم العقلي عن الله..فرضيوا بما نقلت اليهم النصوص عن الله وتعاملوا بغطرسة البلطجية ويقين الأنبياء المؤيدين بالخوارق والمعجزات في آن واحد ورفضوا محاولات الاخرين باتباع طرق اخرى لتوليد الايمان ذاتيا وبما أنهم لايفقهون في اديان مجتمعاتهم ونصوصها المقدسة فقد استحقوا منهم اللعنات والتهديد والوعيد..ولربما ينال احد الساعين على طرق الايمان المختلفة العلمية والروحية رحمة ونعيما خير من مايصيب المتعصب من امساك وتجمد نتيجة لتقديس النصوص والاشخاص وتسفيه ادوات البحث الروحي والمنطقي والعلمي ..وكما قال عطاء الله السكندري "ربّ معصية أورثت ذلاّ و انكسارا خير من طاعة أورثت عزّا و استكبارا " .. الاستكبار والغرور المعصية الاولى والجريمة الاولى التي تسببت في ميلاد الشر و بالتالي تحديد معالم الخير فالضد يظهر حسنه الضدُ..وضد الغرور التواضع..ولذلك نصيحة لوجه الله والانسانية والطبيعة والعلم..تواضعوا يرحمكم الله..فما أوتيتم من العلم الا قليلا.
No comments:
Post a Comment