"الماركسية هي مصباح يضيئ ظلام الكادحين في البحث عن سبل عيش احسن وينير طريقه الي الجنة على الارض ....الفوضوية هي العكز والنوم في العسل اقصد الفوضويون العرب طبعا"..بهذه الجملة..بدأ الرفيق الماركسي علي حملة شاملة من الرفيق الخديري الاشتراكي التحرري..
وكلاهما من بلاد المغرب..ولحسن الحظ اني توسطت هذا التفاعل واوردت ردود الخديري بايضاح لعل ان يستفيد أحدهم من الاشتراكيين الثوريين وماشابه من اتباع ماركس ولينين او من لديه قدر من النساؤلات..
-أوصافك يا علي لا تختلف كثيرا عن الاوصاف الدينية ، أما أن تستعمل كلمة يستعملها الطغاة لوصف فكر و حركة مناضلة فشيء غير مقبول بتاتا ولن ننزل الى ذاك المستوى لنصف الماركسية بما يصفونها مثل العدمية و غيرها.بكل صفاء القلب اقول لك هي لاسلطوية و ان شئت اناركية. ثم ماذا تعرف عن الاناركيين العرب كمعطيات دقيقة لكي تخرج علينا بهذا الاستنتاج؟.مودتي
- نعم سيد علي..الاناركية فكر مناضل وربما ببحث بسيط يمكنك قراءة القليل عن تاريخها منذ الاممية الاولى و تجربة ماخنو و الثورة الروسية و الاسبانية و تجارب الكوميونات.الامر ليس تهرب من المسؤوليات التنظيمية بل هو اساس الفكر الاناركي هو عدم وجود ايمان بضرورة وجود شكل التنظيم العمودي السري المركزي.وهذا لا يعني بالضرورة عدم القدرة على تحمل المسؤولية.الوصف الذي افصده هو "الفوضوية" وهو اكثر من التبخيس.بالنسبة لما تعتبره حرق و تهشيم فهو نعتبره مقاومة شعبية و الا ماذا نسمي الثورة ككل ان رفضت العنف؟ و كيف نصف ما فعله كيفارا ؟ بالنسبة للاناركيين العرب انت لم تقدم اي معطيات لانك لا تملكها.نحن لسنا في روض اطفال لنزايد على بعضنا البعض اينا اكثر نضالا..هذا امر لا يليق سي علي.
- علي يتحدث عن الاناركية وكأنها ولد عاق شقي يرفض المسؤولية او يتكاسل عنها وقد خرج عن طوع الماركسية.." الاخ الكبير للايدلوجيات المناضلة"..الامر ينم عن عصبوية فائقة النظير..بالاضافة لحقد غير مبرر تجاه الحركة الاناركية الناشئة بالشرق الاوسط و شمال ايفرقيا..حتى الليبراليين ووسائل اعلامهم لم تعد تستعمل كلمة فوضوية لكي يبينوا انهم قرؤوا التاريخ و أنهم أذكياء فيما يصرالماركسيون على استعماله بخبث.
-علي: الاناركية هي فكر تحريفي لجوهر التنظيم اللينيني..
ادعوك للقراءة عن الاناركية يا علي لانها سبقت بكثير اللينينية حتى تنحرف عنها يا علي، لربما لم يبلغك ان اليسار الماركسي الذي امتلك القليل من الجرأة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي قد تحولت الى شكل اقل عصبوية و اقل لينينية ولعلك قرأت عن نقد الستالينية و نقد اللينينية و تطور الماركسية المجالسية في اتجاه "أناركي" محض..لا تنتقد بالسماع..أنت تعرف أننا قرأنا عن الماركسية و نستطيع نقدها..ونحن نعرف أنك لم تقرأ عن الاناركية بل سمعت عنها "نقدا" ما.الحوار بالتالي غير متوازن.
- نعم فالتنظيم اللينيني ليس مقدسا حتى في الماركسية لما طرحه لينين في كتابه ما العمل و في رسالة الى رفيق انتقده الماركسيون انفسهم و ما انشقاق المناشفة الا بسبب ذلك و كما انتقده تروتسكي و روزا ليسكمبورغ بل و كانت السجالات حادة حول الموضوع و قورن بصراع اليعاقبة و الجيروند ابان الثورة الفرنسية..التنظيم المركزي اللينيني لم يقم بالثورة الروسية ..هذا امر لا نقاش فيه ..كل ما قام به هذا التنظيم المسمى بلشفي هو الاستلاء على قصر الشتاء حيث حكومة كيريسنسكي يعني انقلاب مسلح ببساطة...الهالة التي يحاط بها التنظيم اتت بعد ترسيخ الدولة البوليسية و تحويل الماركسية الى ايديولوجية دولة و الاحزاب الشيوعية الى توابع تبرر اخطاء هذه الدولة في العالم.. كل الثورات اللاحقة في العالم لم تأتي عبر تنظيم مركزي..في الصين كانت سيرورة و حرب فلاحين و في كوبا حرب عصابات..اما غيرها في اوروبا الشرقية فالامر ليس الا احتلالا قام به الجيش الاحمر...هل قرأت يا رفيق نقد روزا و كارل لبيكنيخت للنينية؟ و كرامشي؟ لم ظل هذا التقديس لماركس و لينين؟...هل من نقد حقيقي يسمي الامور بحقيقتها ؟ بمعنى بدل ان تشتم ستالين ابحث عمن صنع ستالين..اما الاناركية فهي اعمق من ان ترى كتحريف لفكرة "صغيرة" لاحقة..أقول لك دعنا من هذه النقاشات.. ان كان هدف الماركسيين باختلاف تلاوينهم هو الحرية و رفع الظلم بوسائلهم تلك، فالميدان و المواقف المعبر عنها فقط هي المعيار.
- لو كان تروتسكي نفسه من سيطر على قيادة الحزب البولشفي بعد وفاة لينين فهو نفسه سيكرر ما فعله ستالين، ليست العبرة بالشخص بل بتحولات طبقية زكاها وجود حزب سري سيطر على ثورة و أنشأ دولة بيروقراطية -ولاحظ عزيزي القارئ وجه الشبه في طريقة عمل الاسلام السياسي..الكاتب- اسف لكن جل ما كتبته هنا هو كلام عام يبين انك لم تتطلع على الاناركية الا من خلال رؤية ماركسية حديثة. و إلا فأنا سأنتظر هنا لكي توضح لي كيف حسم النقاش مع باكونين؟ وما هو جوهر الماركسية؟ و ارجو أن لا تكون من النوع الذي يخلط الماركسية بالاشتراكية.!!
- على العموم سأقول لك كيف حسم الأمر مع باكونين الذي التحق بالمؤتمر الرابع الذي عقد في مدينة بال السويسرية عام 1869، حاول خلاله البرودونيون إعادة فتح النقاش حول مقررات مؤتمر بروكسل «مسألة الملكية الجماعية للأرض» ولكن البرودونيين انفصلوا عن الأممية نهائياً بعد اتخاذ المؤتمر قراراً يدعو عمال جميع البلدان إلى تشكيل نقابات متحدة على النطاق الوطني..قرار اتخذه ماركس لوحده و فرضه.
بعد أن وضع ماركس تقريراً خاصاً للمؤتمر حول مسألة الإرث جاء فيه «إنه ليس بالإمكان تحقيق هذا المشروع الإصلاحي الطوباوي مادام الملاكون العقاريون والرأسماليون في الحكم وإن المسألة تفقد كل معنى حينما يصبح الحكم في أيدي البروليتاريا "ديكتاتورية العمال"..ولم يستطيع المؤتمر أن يتخذ أي قرار بسبب التعادل في التصويت وذلك بعد أن قام باكونين برد عنيف وافق عليه اغلب المندوبين فانقسموا مناصفةً وانتهى المؤتمر الرابع بموافقة على نشاط المجلس العام السابق وانتخابه بكامله ولكن بعد المؤتمر واجه ماركس وأنجلس هجوماً عنيفاً من قبل باكونين من خلال صحيفة «ليغاليتي»اي المساواة الجينيفية وكان قد انضم إلى باكونين جميع العناصر التي كانت تعارض المجلس العام السابق لانه غير ديمقراطي و عليه تقديم استقالته وكان ماركس يتمسك به.. وكان رد ماركس عليه من خلال ما عرف بـ «الرسالة السريعة» حيث عممها على جميع فروع الأممية.
في المؤتمر الخامس والأخير للأممية الأولى كان في لاهاي المدينة الهولندية عام 1872 وكان مؤتمراً عنيفاً من حيث الصراع الذي كان تحت قيادة كل من ماركس وانجلس ضد باكونين و الحركات الاشتراكية التي وافقت على افكاره وكان يقف إلى جانب ماركس الاشتراكي الفرنسي «بلانكي» وتياره و هو من كتبت عنه يا علي سابقا انه اناركي؟؟ أهم نتائج هذا المؤتمر:
1ـ تصديقه على القرار الذي ينص على تشكيل حزب سياسي مستقل للبروليتاريا في كل بلد من البلدان يكون معارضاً لجميع أحزاب الطبقات السائدة.
2ـ طرد باكونين وغليوم من الأممية.
3ـ اتخاذ قرار يقضي بنشر المجلس العام تقريراً مفصلاً عن نشاطهما" الانقسامي".
وضع كل من أنجلس والاشتراكي الفرنسي الناشط في أسبانيا بول لافاراغ هذا التقرير الذي نشر عام 1873
-هكذا حسم الامر مع باكونين و حسم الامر ايضا مع الاممية الاولى بسبب تسلط ماركس على قرارتها...حسم بالطرد يا رفيقي و كانت نهاية الاممية ايضا.
- يا علي..حتى لينين لم يكن يجرؤ على وصف رفاقه المناشفة بانهم برجوازيين طبقيا..فهم شيوعيين معه في الحزب، هم فقط تيار الاقلية وهذا ما تعنيه الكلمة و كان يجتمع بهم في الحزب الى وفاته وهم اعضاء و مناضلون..الكم الهائل من الاخطاء التاريخية التي تكتبها لا يوصف يا رفيق..الستالينية بدأت مع لينين و هو نفسه كتب عنها..ستالين لم تصنعه ظروف روسيا بل صنعته اللينينية.
- لم يتبث في التاريخ ان قام حزب أو تيار وحيد بثورة...و الميدان هو المعيار يا رفيق و ليس تاريخا نتلبسه و لا اسماء او اعلام نرفعها..فلنناضل من اجل الفكرة الاولى و هي الحرية و المساواة و لتكن مواقفنا قولا و فعلا في هذا الاتجاه.