Saturday, November 17, 2012

الرد المبين على المتطرفين من المؤمنين والملحدين


خطيئة الغرور اللي ارتكبها ابليس كانت نتيجة لتحليل علمي عقلي ومنطقي اوصله لنتيجة ان النار أفضل خلقاً من الطين..وبالتبعية لايصح سجوده لادم الذي أمره به الله على اساس من الرضوخ والطاعة والايمان بحكمة الخالق الآمر..واعتقد شخصيا ان معصية ابليس مركبة من عدة عناصر كالغرور والتمرد..ولكن أهم عنصر والذي قاد لما سبق من غرور وتمرد على القادر هو إعمال العقل وهو وعاء العلم في مواضع عمل القلب والروح وهما أوعية الايمان..فكما لا يُعقل أن تقيم الصلوات لكي تحيط بمنهج اللوغاريثمات والتفاضل والتكامل في المدرسة ..أيضا لا نستغرب من الحاد بعض المثقفين و علماء الطبيعة لاتباعهم خطوات الشيطان العقلية التحليلية فيما يتعلق بموضوع الايمان بالله..واشفق على الملحدين لانكارهم وجود الروح فإذا بهم يغلقون كل الطرق لادراك وجود الله الذي لا يدركونه بعقولهم المعقدة..فهم كمن يريد حمل الماء في كيس ورقي..او تخزين الضوء في صندوق خشبي..العقل محدد بعظام الجمجمة وبما يحتويه من علوم وبما اودعه الله فيه من قدرات الاستيعاب والتحليل والانتاج..
أما الروح وهي مناط الايمان فانها تستعصي على الاستيعاب ولايمكن التحكم في امتدادها..ولها رياضات خاصة كالرياضات الجسدية والعقلية يقوم بها بعض المتدينين والمتصوفة ليزيدوا بها الروح قوة وامتدادا حتى تصل لاعتاب الحضرة الالهية فترى ارواحهم من عجائب القدرة واشراقات الجلالة مالا يستوعبه عقل ولا يصفه لسان.. وان هذه الاشراقات الالهية المتنزلة على ارواحهم لهم تصل احيانا الى درجة من القوة والوضوح والتركز تصيب بعضا منهم بالذهان فلا يعود العقل مستسيغا لما صار بديهيا من احوال الطبيعة وامور البشر وتصل بهم ايضا الى حالة من الضعف الجسدي بعد ان تفقد اجسادهم التوق للملذات الحسية كالطعام والجنس..ويصبح الالحاد بمثابة مزحة ثقيلة الظل لهؤلاء الروحانيين ..أيضا كما يتعامل الملحد مع الايمان كتعامل الاباء مع الاصدقاء الخياليين لاطفالهم..فعند فقد الروح يفقد الملاحدة المثقفين اداة استيعاب وجود الخالق ولكن تصبح عقولهم اقوى واوسع استيعابا فيما يتعلق بعلوم الطبيعة والموجودات المادية فكلما تمادى العقل في ادراك اسرار الطبيعة زاد الملحد ابتعادا عن الخالق وزاد المؤمن ايمانا..الايمان مفهوم راقٍ لا تحدده افكار او اداب ولايقيسه علم..الايمان اريج يفوح من اعمال المؤمن له شدّة و رِقّة ..فرجل من رقّة ايمانه لا يقوى على ازاحة عثرة و رجل له قوة ايمان تُخضع أمة.. فالروح للعقل كالقضبان للقطار فتكون المنفعة الاعظم للانسانية في دمج كلاهما في عمل واحد..وكلمة موجهة للمتعصبين لا تكره وتعزل الملحد فقد حُكم على الشيطان بالعذاب والجحيم الابدي بالرغم من أنه رأى الله وخاطبه فيكون من المنطقي ان نقول بأن "الشيطان نفسه مؤمن" ولكنه دخل النار..وهو حكم قطعي ومنتهي و عقاب مبرر..يتبقى لنا الملحد الذي لم تتوفر له فرصة لقاء الخالق حتى يؤمن به..فتوفر له عذر منطقي يدفعنا لتأجيل الحكم عليه حتى انعقاد المحكمة الالهية..فكما قام المتعصبون بتكفير المتصوفة في بحثهم الروحي عن الله..كفروا بعض المثقفين والعلماء في بحثهم العقلي عن الله..فرضيوا بما نقلت اليهم النصوص عن الله وتعاملوا بغطرسة البلطجية ويقين الأنبياء المؤيدين بالخوارق والمعجزات في آن واحد ورفضوا محاولات الاخرين باتباع طرق اخرى لتوليد الايمان ذاتيا وبما أنهم لايفقهون في اديان مجتمعاتهم ونصوصها المقدسة فقد استحقوا منهم اللعنات والتهديد والوعيد..ولربما ينال احد الساعين على طرق الايمان المختلفة العلمية والروحية رحمة ونعيما خير من مايصيب المتعصب من امساك وتجمد نتيجة لتقديس النصوص والاشخاص وتسفيه ادوات البحث الروحي والمنطقي والعلمي ..وكما قال عطاء الله السكندري "ربّ معصية أورثت ذلاّ و انكسارا خير من طاعة أورثت عزّا و استكبارا " .. الاستكبار والغرور المعصية الاولى والجريمة الاولى التي تسببت في ميلاد الشر و بالتالي تحديد معالم الخير فالضد يظهر حسنه الضدُ..وضد الغرور التواضع..ولذلك نصيحة لوجه الله والانسانية والطبيعة والعلم..تواضعوا يرحمكم الله..فما أوتيتم من العلم الا قليلا.

Sunday, October 7, 2012

حين ضل الماركسيون الطريق للحرية


"الماركسية هي مصباح يضيئ ظلام الكادحين في البحث عن سبل عيش احسن وينير طريقه الي الجنة على الارض ....الفوضوية هي العكز والنوم في العسل اقصد الفوضويون العرب طبعا"..بهذه الجملة..بدأ الرفيق الماركسي علي حملة شاملة من الرفيق الخديري الاشتراكي التحرري..
وكلاهما من بلاد المغرب..ولحسن الحظ اني توسطت هذا التفاعل واوردت ردود الخديري بايضاح لعل ان يستفيد أحدهم من الاشتراكيين الثوريين وماشابه من اتباع ماركس ولينين او من لديه قدر من النساؤلات.. 

-أوصافك يا علي لا تختلف كثيرا عن الاوصاف الدينية ، أما أن تستعمل كلمة يستعملها الطغاة لوصف فكر و حركة مناضلة فشيء غير مقبول بتاتا ولن ننزل الى ذاك المستوى لنصف الماركسية بما يصفونها مثل العدمية و غيرها.بكل صفاء القلب اقول لك هي لاسلطوية و ان شئت اناركية. ثم ماذا تعرف عن الاناركيين العرب كمعطيات دقيقة لكي تخرج علينا بهذا الاستنتاج؟.مودتي 

- نعم سيد علي..الاناركية فكر مناضل وربما ببحث بسيط يمكنك قراءة القليل عن تاريخها منذ الاممية الاولى و تجربة ماخنو و الثورة الروسية و الاسبانية و تجارب الكوميونات.الامر ليس تهرب من المسؤوليات التنظيمية بل هو اساس الفكر الاناركي هو عدم وجود ايمان بضرورة وجود شكل التنظيم العمودي السري المركزي.وهذا لا يعني بالضرورة عدم القدرة على تحمل المسؤولية.الوصف الذي افصده هو "الفوضوية" وهو اكثر من التبخيس.بالنسبة لما تعتبره حرق و تهشيم فهو نعتبره مقاومة شعبية و الا ماذا نسمي الثورة ككل ان رفضت العنف؟ و كيف نصف ما فعله كيفارا ؟ بالنسبة للاناركيين العرب انت لم تقدم اي معطيات لانك لا تملكها.نحن لسنا في روض اطفال لنزايد على بعضنا البعض اينا اكثر نضالا..هذا امر لا يليق سي علي.

- علي يتحدث عن الاناركية وكأنها ولد عاق شقي يرفض المسؤولية او يتكاسل عنها وقد خرج عن طوع الماركسية.." الاخ الكبير للايدلوجيات المناضلة"..الامر ينم عن عصبوية فائقة النظير..بالاضافة لحقد غير مبرر تجاه الحركة الاناركية الناشئة بالشرق الاوسط و شمال ايفرقيا..حتى الليبراليين ووسائل اعلامهم لم تعد تستعمل كلمة فوضوية لكي يبينوا انهم قرؤوا التاريخ و أنهم أذكياء فيما يصرالماركسيون على استعماله بخبث.

-علي: الاناركية هي فكر تحريفي لجوهر التنظيم اللينيني..
ادعوك للقراءة عن الاناركية يا علي لانها سبقت بكثير اللينينية حتى تنحرف عنها يا علي، لربما لم يبلغك ان اليسار الماركسي الذي امتلك القليل من الجرأة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي قد تحولت الى شكل اقل عصبوية و اقل لينينية ولعلك قرأت عن نقد الستالينية و نقد اللينينية و تطور الماركسية المجالسية في اتجاه "أناركي" محض..لا تنتقد بالسماع..أنت تعرف أننا قرأنا عن الماركسية و نستطيع نقدها..ونحن نعرف أنك لم تقرأ عن الاناركية بل سمعت عنها "نقدا" ما.الحوار بالتالي غير متوازن.

- نعم فالتنظيم اللينيني ليس مقدسا حتى في الماركسية لما طرحه لينين في كتابه ما العمل و في رسالة الى رفيق انتقده الماركسيون انفسهم و ما انشقاق المناشفة الا بسبب ذلك و كما انتقده تروتسكي و روزا ليسكمبورغ بل و كانت السجالات حادة حول الموضوع و قورن بصراع اليعاقبة و الجيروند ابان الثورة الفرنسية..التنظيم المركزي اللينيني لم يقم بالثورة الروسية ..هذا امر لا نقاش فيه ..كل ما قام به هذا التنظيم المسمى بلشفي هو الاستلاء على قصر الشتاء حيث حكومة كيريسنسكي يعني انقلاب مسلح ببساطة...الهالة التي يحاط بها التنظيم اتت بعد ترسيخ الدولة البوليسية و تحويل الماركسية الى ايديولوجية دولة و الاحزاب الشيوعية الى توابع تبرر اخطاء هذه الدولة في العالم.. كل الثورات اللاحقة في العالم لم تأتي عبر تنظيم مركزي..في الصين كانت سيرورة و حرب فلاحين و في كوبا حرب عصابات..اما غيرها في اوروبا الشرقية فالامر ليس الا احتلالا قام به الجيش الاحمر...هل قرأت يا رفيق نقد روزا و كارل لبيكنيخت للنينية؟ و كرامشي؟ لم ظل هذا التقديس لماركس و لينين؟...هل من نقد حقيقي يسمي الامور بحقيقتها ؟ بمعنى بدل ان تشتم ستالين ابحث عمن صنع ستالين..اما الاناركية فهي اعمق من ان ترى كتحريف لفكرة "صغيرة" لاحقة..أقول لك دعنا من هذه النقاشات.. ان كان هدف الماركسيين باختلاف تلاوينهم هو الحرية و رفع الظلم بوسائلهم تلك، فالميدان و المواقف المعبر عنها فقط هي المعيار.

- لو كان تروتسكي نفسه من سيطر على قيادة الحزب البولشفي بعد وفاة لينين فهو نفسه سيكرر ما فعله ستالين، ليست العبرة بالشخص بل بتحولات طبقية زكاها وجود حزب سري سيطر على ثورة و أنشأ دولة بيروقراطية -ولاحظ عزيزي القارئ وجه الشبه في طريقة عمل الاسلام السياسي..الكاتب- اسف لكن جل ما كتبته هنا هو كلام عام يبين انك لم تتطلع على الاناركية الا من خلال رؤية ماركسية حديثة. و إلا فأنا سأنتظر هنا لكي توضح لي كيف حسم النقاش مع باكونين؟ وما هو جوهر الماركسية؟ و ارجو أن لا تكون من النوع الذي يخلط الماركسية بالاشتراكية.!!

- على العموم سأقول لك كيف حسم الأمر مع باكونين الذي التحق بالمؤتمر الرابع الذي عقد في مدينة بال السويسرية عام 1869، حاول خلاله البرودونيون إعادة فتح النقاش حول مقررات مؤتمر بروكسل «مسألة الملكية الجماعية للأرض» ولكن البرودونيين انفصلوا عن الأممية نهائياً بعد اتخاذ المؤتمر قراراً يدعو عمال جميع البلدان إلى تشكيل نقابات متحدة على النطاق الوطني..قرار اتخذه ماركس لوحده و فرضه.
بعد أن وضع ماركس تقريراً خاصاً للمؤتمر حول مسألة الإرث جاء فيه «إنه ليس بالإمكان تحقيق هذا المشروع الإصلاحي الطوباوي مادام الملاكون العقاريون والرأسماليون في الحكم وإن المسألة تفقد كل معنى حينما يصبح الحكم في أيدي البروليتاريا "ديكتاتورية العمال"
..ولم يستطيع المؤتمر أن يتخذ أي قرار بسبب التعادل في التصويت وذلك بعد أن قام باكونين برد عنيف وافق عليه اغلب المندوبين فانقسموا مناصفةً وانتهى المؤتمر الرابع بموافقة على نشاط المجلس العام السابق وانتخابه بكامله ولكن بعد المؤتمر واجه ماركس وأنجلس هجوماً عنيفاً من قبل باكونين من خلال صحيفة «ليغاليتي»اي المساواة الجينيفية وكان قد انضم إلى باكونين جميع العناصر التي كانت تعارض المجلس العام السابق لانه غير ديمقراطي و عليه تقديم استقالته وكان ماركس يتمسك به.. وكان رد ماركس عليه من خلال ما عرف بـ «الرسالة السريعة» حيث عممها على جميع فروع الأممية.
في المؤتمر الخامس والأخير للأممية الأولى كان في لاهاي المدينة الهولندية عام 1872 وكان مؤتمراً عنيفاً من حيث الصراع الذي كان تحت قيادة كل من ماركس وانجلس ضد باكونين و الحركات الاشتراكية التي وافقت على افكاره وكان يقف إلى جانب ماركس الاشتراكي الفرنسي «بلانكي» وتياره و هو من كتبت عنه يا علي سابقا انه اناركي؟؟ أهم نتائج هذا المؤتمر:
1ـ تصديقه على القرار الذي ينص على تشكيل حزب سياسي مستقل للبروليتاريا في كل بلد من البلدان يكون معارضاً لجميع أحزاب الطبقات السائدة.
2ـ طرد باكونين وغليوم من الأممية.
3ـ اتخاذ قرار يقضي بنشر المجلس العام تقريراً مفصلاً عن نشاطهما" الانقسامي".
وضع كل من أنجلس والاشتراكي الفرنسي الناشط في أسبانيا بول لافاراغ هذا التقرير الذي نشر عام 1873 


-هكذا حسم الامر مع باكونين و حسم الامر ايضا مع الاممية الاولى بسبب تسلط ماركس على قرارتها...حسم بالطرد يا رفيقي و كانت نهاية الاممية ايضا.

- يا علي..حتى لينين لم يكن يجرؤ على وصف رفاقه المناشفة بانهم برجوازيين طبقيا..فهم شيوعيين معه في الحزب، هم فقط تيار الاقلية وهذا ما تعنيه الكلمة و كان يجتمع بهم في الحزب الى وفاته وهم اعضاء و مناضلون..الكم الهائل من الاخطاء التاريخية التي تكتبها لا يوصف يا رفيق..الستالينية بدأت مع لينين و هو نفسه كتب عنها..ستالين لم تصنعه ظروف روسيا بل صنعته اللينينية.

- لم يتبث في التاريخ ان قام حزب أو تيار وحيد بثورة...و الميدان هو المعيار يا رفيق و ليس تاريخا نتلبسه و لا اسماء او اعلام نرفعها..فلنناضل من اجل الفكرة الاولى و هي الحرية و المساواة و لتكن مواقفنا قولا و فعلا في هذا الاتجاه.

Sunday, September 23, 2012

الابداع الانساني بين القيم الاناركية و...الماركسية

 اهداء الى الرفيق ياسر عبد القوي اعترافا بتأثير ارائه على رؤيتي للامور..

-مقدمة

 نرمين محمد.."اهلا بزمن العبودية.. يحررنا الله من سبع سموات بدين الحرية ويستعبدنا شيوخ العبودية بدين الحرية ايضا"..دي تويتة قريتها بظروفها بس وجب التنويه لانها فتحت عندي باب كبير من تداعي الافكار وخلتني أركز مع  الناس اللي بتتجه الى الالحاد لنزع السلطة الدينية على الحياة الاجتماعية او/و الى الاناركية لنزع التسلط الديني على السياسة..وفي طبعا -لان البشر كتير- اللي بيعيش ويتعايش ويتوائم حسب اتجاه لقمة عيشه بدون رأي او اتجاه وده مش محل نقاشنا..ومش موضوعنا بردو المقاومة العقدية والاجتماعية لمفهوم سلطة الخالق او حتى وجوده ومقدرته..وده من الافضل نتكلم فيه لما تتحسن ظروف الناس المعيشية شوية..

 -ماركسيين حكام

 سألتني اشمعنى ذكرت الحركة الاناركية وانها مصّرة على الموضوع ده؟ في تيارات تانية بتناهض الحكم الديني زي الماركسية مثلا!!..اقولك ان التطبيق العملي للماركسية في التاريخ اغفل الجانب النفس اجتماعي - sociopsycological  - للجماهير المستهدفة من التجربة الاشتراكية..يعني مشغولين بالحسابات والعلوم بشكل اهدر الجانب الحضاري والنفسي للمجتمع..ماعرفش رأي ماركس بصراحة..لكن ليا اصدقاء ماركسيين لاحظت فيهم وفهمت منهم هذا المعنى حتى ولو على سبيل الاستنتاج بدون تصريح مباشر منهم..اديكم مثال..المناضل الرفيق ابو العز الحريري..اللي في رأيي لا اشك في نزاهته واهتمامه لأمر الفقراء لكن اجتماعيا بعيد عن الاضواء فهو يتميز بقليل من الجمود الاجتماعي..والمعاملة الجافة العملية..واكاد اجزم انه لو فعلا وصل للاموال المنهوبة والارقام الضخمة المتعددة التي يحفظها عن ظهر قلب لغنائم الفساد والفاسدين من ثروة مصر فسيوزعها بالجنيه على الفقراء -وهذه رؤية تمتد على كافة الاخوان الماركسيين-..وبيصرح صراحة ان هدفه من الترشح للرئاسة هو للقضاء على المد السياسي الاسلامي في مصر "حرفياً".. وان كنت ارى انه تصريح يتطلب جرأة ومراجعة اذا كان ينوي به ان يحصل على اصوات من جماهير تنتمي لـ *شعب متدين بطبعه*..
  ولكن التجربة العملية الماركسية تاريخيا افرزت دولاً لا تقل سطوة وخنقا للابداع عن الانظمة الهيراركية او الثيوقراطية اليمينية..فتجمدت عند مراحل بعينها من المشروع الاشتراكي ولم تراوحها..مراحل مثل ديكتاتورية العمال او ديموقراطية الحزب الواحد..اظن ان الانحرافات التي تعرضت لها الانظمة الماركسية عن الروح اليسارية والتي كانت محصلتها الانهيار تلك الاخفاقات لم تكن بسبب شذوذ في الفكرة الاشتراكية و ايضا لا يراودنا ادنى شك في صدق نوايا واهداف النظرية الماركسية..اذا لماذا انهارت تلك الانظمة عمليا وخبت جذوة الروح اليسارية المتقدة؟!..تحملوني قليلا وانا اسرد هذا التسلسل التخيلي -وشاركوني تخيله- لزمرة من الثوار الماركسيين الذين يتوجون نضالاتهم المتتالية بالاطاحة بنظام حكم هيراركي وراثي متعفن مدفوعين بطاقة هائلة من جماهير العمال والفلاحين وصغار الموظفين..الان الثوار في موقع قيادة.. اول مايتبادر الى اذهانهم هو ارساء دعائم دولة قوية تسد احتياجات الجماهير من متطلبات الحياة العادية..ومايتبع ذلك من تأميم وسائل الانتاج وعدالة توزيع الثروة..لا يرى الناظر أي بأس فيما تحقق وجرى تنفيذه عمليا وحسابيا بشكل عام ولا حتى أنا ..

-سيكولوجية (التعريص) في المجتمع.

انا اسف على استعمال كلمة نابية ولكن التملق دائما يكون لمصلحة شخصية وهذا قد يبرره دعاة العدمية والذاتية ولكن ان يكون التملق على حساب حياة ووعي الاخرين  فهذا هو الخسران المبين ومن ذلك سمحت سمحت لنفسي بالكلمة..نعود لموضوعنا
   عند نزع ستار الارقام والحاسبات الالية ومخرجات ومدخلات الميزانية والدخل القومي عن الاعين الواعية والعقول النبيهة..سيتكشف لنا الجانب النفسي -سالف الذكر- للحالة الراهنة وستكون منقسمة على طرفين الاول هو "الجماهير" -واود في بحثنا ان اتجاهل الفروق الثقافية- والطرف الثاني هو زمرة الثوار التي وصلت للحكم "القيادات" بدعم ومساندة الجماهير..
  بدايةً ستظهر كما جرت العادة تاريخيا منذ الاف السنين لدى الجماهير الميل الفطري للثناء على القائد المحرر واظهار الشكر والعرفان على قراراته الحكيمة وتفانيه قبل الثورة وبعد صعوده الى سدة الحكم في اعلاء المصلحة العامة وتضحياته بحياته الشخصية وراحته في سبيل ارضاء الجماهير..وهو مايدغدغ احساس القيادة ومن دافع القوة والسلطة المستحوذ عليها يُقبل القادة على ترفيع وتقريب الاديب المثقف الذي وعى مبكرا لما مر به القائد من عذابات .."مثال: معلش اتفرجوا على المنظر البديع للقاء الزغزغة العالمي بين الشاعر عباس جيجان والقائد الملهم صدام حسين  قائد حزب البعث العربي الاشتراكي ولو مش فاهم اللهجة شوف التفاعل الجماهيري و ابتسامة القائد المظفر اشعلت حماس الشاعر جيجان لدرجة انه كان بيلقي صدر البيت تحت المنصة وعجز البيت عند المايك"..
  ولأن التيار الثقافي الادبي عبارة عن اعداد وليست شخصا فان التنافس يحتدم بين هؤلاء المثقفين لاظهار مدى الاحترافية في التعبير عن الامتنان للقيادة الحكيمة..ويزداد الفساد الثقافي والاضمحلال الادبي كلما زادت حدة المنافسة والثناء من المجتمع مقابل ايماءة او ابتسامة فقط من الاخ الرفيق القائد وتنعكس تدريجيا موازين القيم الاجتماعية فيصبح جندي النظام خير مثال للمواطن الصالح حتى يفعل ابواه المستحيل ماديا لادخاله في السلك العسكري والامني فيصبح اقل المواطنين انتاجيا هو اعلاهم طبقيا..حينئذ تتفاعل تلك القيم لهدم المجتمع واعدامه حضاريا.."ليس كما يدعي بعض انصاف العقول ان الاناركية هدامة..ان كان هناك من هدم فهو هدم للقيم المشوهة و مثل تنظيف سور من الاعشاب الطفيلية لاظهار قيمة الحديقة الحقيقية والجمالية..فيظن قريب النظر محدود الفهم ان هناك تخريب وانما هو تنظيف -"for society sake" يعني "لوجه الله"-  لترى ماغاب عن رؤيتك لزمن طويل جدا تصل لبضع الاف من السنين من العيش بدون حرية حقيقية وتحت قمع اجتماعي وفكري من افراد شكلوا ما يدعى بالحكومات والمؤسسات الدينية بدعم وتعاضد مع الاثرياء ادى الى تنازع على منابع الثروة على مدى التاريخ في شكل حروب مغلفة بغلاف ديني او سياسي "ثريسوم" كوني مدمر اهلك الحرث والنسل ومن تبقى عاش في مزارع التسمين البشرية "دول" ليس فيها للعقل والارادة الحرة مكان..
  في غضون هذه المرحلة الحاسمة من تطور دولة الثورة الوليدة ..يصبح كل قمع مبرر وكل بطش له غاية..وتصبح النوايا الحسنة محل طعن وتشكيك..وتنشا مؤسسات خاصة للرقابة على الرأي والفكر..وتصبح الافكار المستقاة من صميم المنابع الاشتراكية خيانة اذا خالفت هوى القائد حارس الثورة الحمراء ومنظرها وخير مطبقٍ لها..هنا تحتضر روح الابداع الادبي وعلى الصعيد الاقتصادي والعلمي فكل المشاريع تبدأ بفكرة ولماذا افكر في الاختراع والاكتشاف وكيف افكر وقد وضعتني الدولة ترساً بدون هوية في احدى ماكينات الانتاج الوطنية "مثل الموظفين الذين يملئون المصالح لحكومية وهم الماركسيين الطيبين الحد الادنى والحد الاعلى لوظيفة مالهاش اي قيمة او داعي سوى الحفاظ على هيكل الدولة التي ساعد على زحف ونمو السلطة الخبيثة..هنا قتلت بذور الابداع والتجديد الناشئة دوما بحكم الطبيعة بحرصها المفتعل على تطبيق المانيفستو والتعاليم الماركسية بحذافيرها..
  عند هذه النقطة تحديدا ما الفرق بين الدولة الثيوقراطية الهيراركية الرأسمالية التي تؤله الحاكم نتيجة نصوص سماوية مقدسة وبين الانظمة التقدمية التي تمجد القائد والجندي نتيجة نفسية المجتمع التي تندفع طوعا وكرها لصناعة البطل والمخلص؟..لا يوجد فرق كبير اعزائي وانما يوجد قاسم مشترك وهو كيان "الدولة" وفكرة "السلطة" ذاتها واينما وجدت السلطة فاعلموا انها شر مستطير..

-الخلاصة .

  فبعد مرحلة الدولة الوليدة من رحم الثورة اتت مرحلة تمجيد القيادات الحاكمة حاليا الثورية سابقا..ثم تأتي مرحلة الاستقرار ليعيد النظام الماركسي عند بنائه الدولة لنفس الخطأ وهو تجاهل العامل النفسي ولكن هذه المرة للفرد واغفال الطموح الفردي والرغبة في التميز عن الاقران و طبيعة التمرد الكامنة في أغلب البشر..وتصبح كل حالات الابداع تحت سيطرة البيروقراطية المتجمدة..ومن ضمن النقاط الهامة للعامل النفسي هو الاكراه بدافع المصلحة العامة على اداء عمل معين وفق اسلوب معين ضمن وظائف محددة سلفا ولها تراتبية وتسلسل قيادي ومطالبة العامل بافضل نتائج لمجهوده واغفال مفهوم "التطوع والتعاون" "وده مثال عليه المراهق اللي بيمتعض وهو بيغسل صحنه في البيت لأن ابوه قاله كده..بينما ممكن يتفانى عند الجيران لو طلبوا مساعدته في حملة نضافة على عموم المنزل".
  والمفهوم التطوعي التعاوني الذي تحتفي به الحركة الاناركية كأهم وسيلة للتقدم الحقيقي وتطور المجتمعات بناء على وعي الاناركيين باهمية العامل النفسي والارادة الحرة وبضرورة الاهتمام بها والتنظير لها بل ومن وجهة نظري المحدود الشخصية اتمنى ان يصل الاهتمام الاناركي بالعامل النفسي للفرد الى درجة ايجاد وابتكار وسائل لتربيته وتهذيبه منذ سن الطفولة فتكون تنشئة تصنع انسان حقيقي صادق نفسيا ومتحرر اجتماعيا ونشط عمليا وذهنيا يستطيع ان يؤدي دوره البّناء في مجتمعه برؤية مجتمعه وليست حسب رؤية الدولة والنظام في خلال 10سنوات من تخرجه من رياض الاطفال..نعم من رياض الاطفال ولا تندهش فغير الاناركيين مثل بعض المنتمين للماركسية ادخلوا الاطفال في برامج تنشئة تجعلهم يحملون السلاح قبل سن الرشد ليقاتل من اجل ماذا؟ لا اعلم حقيقة.. وشيوخ البرلمانات زوجوهم لتسع..
  وهنا تسقط الدولة ايا كان لونها السياسي وطعمها الديني سقطت الدول الاسلامية السابقة التي ظن أُدبائها أنهم يحيون في ظل الله وسقطت الدول الاشتراكية التي ظن الرفاق انهم يحيون ازهى عصور الانسانية والتحرر وستسقط كل ماتبقى من دول حتى وان كانت بلا لون او طعم  بفعل الشيخوخة والجمود وبفعل افراد يعرفون معنى الحرية الشاملة ويرون الصورة الكاملة..لا يغفلون تطهير الواقع في رحلة بحثهم عن الحقيقة..من هم؟ وكيف هم؟..سوف نكشفهم في لقاء قادم..فقد نفدت القهوة..ألقاكم سعداء

Wednesday, July 25, 2012

ولكن في اللامبالاة فلسفة ، إنها صفة من صفات الأمل !



اللامبالي  
لا يـبالي بشيء . إذا قطعوا الماء
عن بيته قال : لا بأس ! إن الشتاء
قريب. وإن أوقفوا ساعة الكهرباء
تثاءب : لا بأس ، فالشمس تكفي.
وإن هددوه بتخفيض راتبه قال: لا
لا بأس ! سوف أصوم عن الخمر
والتبغ شهراً. وإن أخذوه إلى السجن
قال : ولا بأس ، أخلو قليلاً إلى النفس
في صحبة الذكريات
وإن أرجعوه إلى بيته قال:
لا بأس ! فالبيت بيتي.
وقلت له مرة غاضباً : كيف تحيا غداً ؟
قال: لا شأن لي بغدي .. إنه فكرة
لا تراودني. وأنا هكذا هكذا : لن
يغيرني أي شيء، كما لم أغير أنا
أي شيء ... فلا تحجب الشمس عني
فقلت له : لستُ اسكندر المتعالي
ولستَ ديوجين
فقال : ولكن في اللامبالاة فلسفة ، إنها صفة من صفات الأمل !

Monday, July 23, 2012

ايهما افضل ثورة 23-يوليو ام انفجار نووي؟؟

اليابان وقع عليها قنبلة نوويه من 60 سنه..
مصر وقع عليها الحكم العسكري من 60 سنه؟..
شوفو اليابان فين واحنا فين النهاردة!
هل لو "اينولا جاي" وقعت على دماغنا كانت احسن من الاطاحة بالملكية؟
وده يدفعنا لسؤال تاني بردو بغض النظر عن ثورة يوليو..هل يجب لأي امة عشان تزدهر وتتقدم وتسيطر ان يحدث لها هولوكوست نازي أو هولوكوست نووي؟
 ولو حصل في مصر هولوكوست -لاقدر الله- يبقى مصر هتتقدم وتزدهر بعد 50 او 60 سنه!.. ولو ماحصلش اي نوع من الدمار او التنضيف الحراري يبقى قدامنا قد ايه بالصلاة عالنبي؟
العيب فينا ولا في الثورة ولا في الضباط الاحرار؟
اليست ثورة 25-يناير انقلاب فكري واجتماعي على مبادئ ونتائج ثورة 23-يوليو..ام حدثت لتكون دعم وتعزيز لثورة يوليو ولفكرة حكم العسكر؟
ازاي تهتف لثورة يوليو وهيا انقلاب عسكري على سلطة مدنية بغض النظر عن طبيعتها الهيراركية وفي نفس الوقت بتقول يسقط حكم العسكر ؟؟
اسئلة كتير لا تبحث عن اجابة ..لأنها مش فارقة

Thursday, March 29, 2012

الاناركية والنظام..الخير والشر

من وجهة نظر مسبقة روحانيه، يتم دوما افتراض أن حالة الفوضى البدئية للعالم تمثل حالة الشر والضياع الأول في العالم في حين أن النظام والترتيب هو الخير،هذا ميتافيزيقيا او دينيا ولكن يجب أن ننتبه أنه في الكثير من الأحيان تكون الفوضى هو الخير والنظام هو الشر، مثل هذه النظرة الخيرة يتمسك بها اللاسلطويون "الاناركيون" حيث يعتبرون حالة التحكم و السيطرة من قبل الدولة  على حريات الأفراد هي الشر المطلق للبشرية وهذا سياسيا..
قصة روبن هود كخارج عن النظام الجائر وأمثلة الحكومات الديكتاتورية والنظم الفاشية تشكل أمثلة واضحة عن خطورة النظام والتحكم في حياة البشر ومن أجل ذلك يخرج مناضلو الحرية ثائرين على الأنظمة، لذلك طالما اعتبرت دراسة حالة النظام والفوضى إحدى معضلات علم الاخلاق.


ولكن بعد ان جربت البشرية جميع النظريات السياسية وانظمة الحكم المختلفة..وبعد ان اثبتت الفكرة المطلقة للتحكم والسلطة فشلها في قيادة البشرية الى مستقبل افضل ووضع لائق انسانيا..ظهرت الفكرة الاناركيه بقوة على السطح -وان اختلفت اسماؤها وشعاراتها-  كحل لادارة شؤون المجتمعات البشرية كبديل للدولة والمؤسسات بشكلها الحالي..
كيف تتحقق الاناركية..وما مميزاتها وما عيوبها وما المعوقات التي تواجهها وما علاقتها بالتيارات السياسية وماعلاقتها بالاديان والاخلاقيات..هذا ما سنحاول ان نفرد له تدوينة مبسطة ومختصرة لاحقا بأذن الله..